
وتبدأ في عملية الحساب على المستوى الشخصي، وعلى المستوى الجماعي، على مستوى الإنسان كإنسان، ملفات أعماله الشخصية، وتصرفاته الشخصية، مشاكله مع الآخرين والفصل فيما بينهم: مع ذلك الشخص، مع تلك المنطقة… وهكذا، ثم المحاسبات العامة للأمم والأقوام والتوجهات، كل أمة جمعتها فكرة وعقيدة وقضية وقيادة، ومنهج تعتمد عليه، كذلك يفصل ما بينها وبين تلك الأمة الأخرى التي اختلفت معها، وتعارضت معها، وتنازعت معها، ويأتي الفصل الإلهي بين الجميع: {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}[الزمر: الآية69]، {يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ}[الإسراء: من الآية71]، يأتي بعد الحساب الشخصي الحساب الجماعي، ويفصل الله بين العباد، في تلك الساحة (ساحة الحساب، ساحة الجزاء) لا مجال للمغالطة، لا يمكن أن يستند طرف ما إلى ماكينة إعلامية تروج له طغيانه وظلمه، وتبرر له جرائمه. |لا| حينئذٍ لا ماكينة إعلامية، ولا إمكانية للتزييف للحقائق، ولا للخداع، الحقائق هي التي ستكون متجلية وواضحة وظاهرة، والحكم هو الله الذي لم يخف عليه شيءٌ، أحاط بكل شيءٍ علماً،
اقراء المزيد